
الفترات الحساسة: المفتاح لتنمية قدرات طفلك
Dec 28, 2024
3 min read
في عالم الطفولة، توجد لحظات فريدة تُعرف بالفترات الحساسة، وهي مراحل زمنية محدودة يكون فيها الطفل أكثر استعداداً لتعلم مهارة معينة أو استيعاب مفهوم جديد بسهولة ودون جهد. اكتشاف ماريا مونتيسوري لهذه الفترات الحساسة كان أساساً لنهجها في التعليم، حيث أظهرت أهمية متابعة احتياجات الطفل الفردية خلال هذه المراحل لضمان تطوره الطبيعي والمتكامل.
ما هي الفترات الحساسة؟
تُعرف الفترات الحساسة بأنها أوقات تزداد فيها حساسية الطفل نحو اكتساب مهارة محددة نتيجة لاحتياجات داخلية تنشأ في مراحل معينة من نموه. هذه الفترات ليست ثابتة، بل تختلف من طفل لآخر، وهي تبدأ وتنتهي تلقائياً. إذا لم يحصل الطفل على الفرصة لتطوير المهارة في هذا الوقت، قد يصبح اكتسابها لاحقاً أكثر صعوبة.
الفترات الحساسة منذ الولادة حتى 6 سنوات:

1. فترة الحساسية للغة(من الولادة حتى 6 سنوات):
يبدأ الطفل منذ الولادة باستيعاب الأصوات، الإيقاعات، والمفردات، ثم يبدأ بالتحدث وتطوير المهارات اللغوية تدريجياً.
الأنشطة المناسبة:
التحدث مع الطفل بوضوح وبصوت هادئ.
قراءة الكتب المصورة.
توفير بطاقات الكلمات والصور.
تشجيع الطفل على طرح الأسئلة والإجابة عنها.

2. فترة الحساسية للحركة (من الولادة حتى 4 سنوات):
يهتم الطفل بتطوير المهارات الحركية الكبرى (مثل الزحف، المشي، الركض) والحركية الدقيقة (مثل الإمساك بالأشياء، استخدام الأدوات).
الأنشطة المناسبة:
توفير فرص للزحف والمشي بحرية.
أنشطة لتحفيز المهارات الدقيقة مثل الرسم، التلوين، واستخدام أدوات بسيطة كالمقص.
تشجيع الطفل على النشاط البدني من خلال الألعاب الحركية.

3. فترة الحساسية للنظام (من 2 إلى 4 سنوات):
يظهر الطفل رغبة قوية في النظام والترتيب، وقد يشعر بعدم الراحة إذا كان هناك اضطراب في بيئته.
الأنشطة المناسبة:
تنظيم بيئة الطفل بشكل واضح ومنسق.
إشراك الطفل في ترتيب ألعابه وأدواته.
استخدام أنشطة التصنيف (مثل ترتيب الأشياء حسب اللون أو الحجم)
تقديم البازل بالتدريج.

4. فترة الحساسية الإجتماعية (من 2 إلى 6 سنوات):
يزداد اهتمام الطفل بالتفاعل مع الآخرين، وفهم مشاعرهم وسلوكياتهم.
الأنشطة المناسبة:
تشجيع اللعب الجماعي مع أقرانه.
تقديم قدوة حسنة في التعامل مع الآخرين.
مناقشة المشاعر واستخدام القصص لتعزيز التفاهم الاجتماعي.

5. الفترة الحساسة للحس الأخلاقي (من 3 إلى 6 سنوات):
يبدأ الطفل في استيعاب مفهوم الصواب والخطأ وتكوين ضميره الأخلاقي.
الأنشطة المناسبة:
غرس القيم الأخلاقية من خلال القدوة.
استخدام القصص التي تبرز المواقف الأخلاقية.
تعزيز السلوك الإيجابي بأسلوب مشجع وغير عقابي.

6. الفترة الحساسة للحواس (من الولادة حتى 6 سنوات):
يكون الطفل شديد الحساسية تجاه تطوير حواسه الخمس (السمع، البصر، اللمس، التذوق، والشم).
الأنشطة المناسبة:
تقديم أنشطة حسية مثل لمس مواد مختلفة، الشم، التذوق.
استخدام الألعاب التي تطور التمييز بين الأصوات أو الألوان.
التجارب العملية مثل صب الماء أو نقل الحبوب.

7. الفترة الحساسةللإستقلالية(من 1 إلى 4 سنوات):
يشعر الطفل برغبة قوية في أداء المهام بنفسه لتطوير استقلاليته.
الأنشطة المناسبة:
تشجيع الطفل على ارتداء ملابسه بنفسه.
إشراكه في إعداد وجبات بسيطة.
منح الحرية في اختيار الأنشطة ضمن حدود مناسبة.

8. الفترة الحساسة للكتابة والقراءة (من 3 إلى 6 سنوات):
يبدأ الطفل في الاهتمام بالكتابة والقراءة كوسيلة للتعبير والتواصل.
الأنشطة المناسبة:
تقديم مجسمات الحروف وصندوق الحروف المتحركة، بدءاً من التعرف على اصوات وأشكال الحروف وحتى كتابتها.
توفير أدوات الكتابة مثل الأقلام والأوراق.
تشجيع الطفل على كتابة اسمه أو كلمات بسيطة.

9.الفترة الحساسة للرياضيات (من 4 إلى 6 سنوات):
يبدأ الطفل في إظهار اهتمام بالمفاهيم العددية والتسلسل والترتيب.
الأنشطة المناسبة:
استخدام أدوات الرياضيات كبطاقات الأعداد المصنفرة والعداد.
ألعاب العد والتصنيف.
إدخال مفاهيم بسيطة مثل الجمع والطرح من خلال الأنشطة اليومية.
كيف ندعم الطفل خلال هذه الفترات؟
الملاحظة الدقيقة: يجب على الأمهات والمربيات مراقبة الطفل لمعرفة اهتماماته واحتياجاته.
تهيئة البيئة المناسبة: توفير مواد وأنشط ة تلبي احتياجات الفترات الحساسة.
التشجيع دون ضغط: منح الطفل حرية الاستكشاف مع دعم إيجابي لطيف.
الفترات الحساسة هي مفتاح لتنمية إمكانيات الطفل في الوقت المناسب. بوعي الأمهات والمربيات لهذه المراحل، يمكنهن توفير بيئة تساعد الطفل على النمو بشكل صحي ومتوازن، مما يمهد له طريق النجاح في المستقبل.
"تذكروا دائماً، الأطفال هم أساتذتنا، فهم يوجهوننا إلى ما يحتاجونه حين نصغي إليهم ونفهم إشاراتهم." – ماريا مونتيسوري