top of page

ماذا يتعلم الطفل أولاً, الكتابة أم القراءة ؟

Dec 28, 2024

3 min read


في عالم التعليم التقليدي، غالبًا ما يُنظر إلى القراءة على أنها المهارة الأولى التي يجب أن يتعلمها الطفل قبل الكتابة. ولكن في منهج مونتيسوري، الذي يعتمد على فهم تطور الطفل الطبيعي واحتياجاته، يأتي ترتيب التعلم مختلفًا تمامًا. تُركِّز ماريا مونتيسوري على أن الكتابة تسبق القراءة، وهو نهج يراعي مراحل تطور الطفل الإدراكية واللغوية.

فما هو السبب وراء هذا الترتيب، وكيف يتم تطبيقه عمليًا؟




لماذا تُسبق الكتابة القراءة؟

  1. الكتابة نشاط حركي طبيعي:

    • تُعتبر الكتابة نشاطًا حركيًا يتطلب استخدام اليد، وهو أمر يجذب الأطفال بطبيعتهم. إذ إن الأطفال في السنوات الأولى من العمر يفضلون استخدام أيديهم لاستكشاف العالم.

    • الكتابة تُتيح للطفل التعبير عن أفكاره بطريقة ملموسة من خلال تكوين الحروف والكلمات، ما يجعلها أكثر ملاءمة كمرحلة أولى.


  2. الكتابة تعتمد على التركيب، بينما القراءة تعتمد على التحليل:

    • في الكتابة، يقوم الطفل بتجميع الأصوات لتكوين الكلمات (عملية تركيبية)، وهي مهارة أسهل على الطفل في البداية.

    • أما القراءة فتتطلب تحليل الرموز المكتوبة وفهم معناها (عملية تحليلية)، وهي مرحلة أكثر تعقيدًا تأتي لاحقًا.


  3. التطور التدريجي للمهارات الحركية والإدراكية:

    • أثناء تعلم الكتابة، يتدرب الطفل على التحكم في عضلات يده الدقيقة، مما يُمهِّد له الطريق لفهم الحروف وأصواتها بشكل حسي وعملي.

    • القراءة، من ناحية أخرى، تحتاج إلى تطور إدراكي يمكن الطفل من فك رموز الكلمات وفهم معانيها.



كيف يتعلم الطفل الكتابة أولاً؟

1. الإعداد للكتابة:

تبدأ العملية بأنشطة حسية تُهيئ الطفل للكتابة، مثل تتبع الحروف المفرزة (Sandpaper Letters) بأصابعه.

يُعزز هذا النشاط ارتباط الطفل بأشكال الحروف وأصواتها.




2. استخدام الأبجدية المتحركة (Movable Alphabet):

تُقدم الأبجدية المتحركة للطفل ليبدأ في تكوين كلمات باستخدام الحروف، دون الحاجة إلى الكتابة اليدوية في البداية. يُساعد هذا النشاط الطفل على التفكير في الأصوات وتركيب الكلمات.



3. تدريب العضلات الحركية الدقيقة:

قبل البدء بالكتابة على الورق، يقوم الطفل بتدريب يده من خلال أنشطة مثل الرسم الحر أو تتبع الحروف على الرمل.


  1. ركائب التصميم وخطوط التتبع:

    قبل البدء بكتابة الحروف, يقوم الطفل بالتدرب على رسم خطوط وأشكال مختلفة. تجدين في متجرنا ملف بإمكانك تنزيله وطباعته يحتوي على بطاقات خطوط التتبع للتدريب على الكتابة.





كيف تأتي القراءة بعد الكتابة؟

  1. الطفل يقرأ ما كتبه:

    • بعد أن يبدأ الطفل في تكوين الكلمات باستخدام الأبجدية المتحركة أو الكتابة على الورق، يُشجَّع على قراءة ما كتبه.

    • هذه الخطوة تجعل القراءة نشاطًا طبيعيًا ينبع من عملية الكتابة.

  2. التعرض المستمر للنصوص المكتوبة:

    • يُشجَّع الطفل على قراءة الكلمات والجمل البسيطة تدريجيًا. ومع الوقت، يصبح قادرًا على فهم النصوص بشكل أعمق.

  3. الربط بين الكلمات المكتوبة والمعاني:

    • تبدأ القراءة كعملية تحليلية حيث يفك الطفل رموز الكلمات التي يراها. وبالتكرار والممارسة، تتطور القراءة إلى مهارة تلقائية.



الفوائد التربوية لهذا النهج

  1. تعزيز الثقة بالنفس:

    • عندما يبدأ الطفل بالكتابة أولاً، يشعر بالإنجاز لأنه قادر على التعبير عن أفكاره قبل أن يُطلب منه فك رموز النصوص.

  2. التعلم الطبيعي:

    • يساعد هذا النهج على جعل القراءة والكتابة جزءًا طبيعيًا من تطور الطفل، بعيدًا عن الضغط أو الإحباط.

  3. ربط الحواس بالتعلم:

    • الكتابة تتضمن استخدام الحواس (البصر، اللمس، والسمع)، مما يُعزز الفهم والتذكر.



الخلاصة

في منهج مونتيسوري، تُعتبر الكتابة أول خطوة نحو تعلم اللغة، بينما تأتي القراءة كنتيجة طبيعية لهذه العملية. هذا الترتيب يُتيح للطفل التعلم بطريقة حسية وتفاعلية تناسب تطوره الطبيعي. ومن خلال تقديم الكتابة أولاً، يتم تمكين الطفل من التعبير عن نفسه وفهم العالم من حوله بطريقة فعالة وممتعة.

إذا كنتِ أمًا أو معلمة ترغبين في تطبيق هذا النهج، فإن البدء بالأنشطة الحسية مثل الحروف المفرزة والأبجدية المتحركة سيكون الخطوة الأولى نحو رحلة تعلم ممتعة ومثمرة.

هل لديكِ تجارب مع طفلك أو طلابك في هذا المجال؟ شاركينا أفكارك وتجاربك في التعليقات!


Dec 28, 2024

3 min read

0

1

bottom of page